top of page

علاج الاستسقاء الليمفاوي عقب استئصال الثدي عن طريق زرع الغددالليمفاوية والوصلات الوريدية الليمفاوية

يعد استسقاء الذراع أحد المضاعفات الشائعة بعد معالجة سرطان الثدي بواسطة الجراحة و/ أو الأشعة العلاجية، وهو يصيب حوالي خمسة ملايين مريضة في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها ويحدث نتيجة إصابة الجهاز الليمفاوي في الطرف العلوي، مما يجعله غير قادر على امتصاص وتصريف السائل الليمفاوي الغني بالبروتين والماء وخلايا الدم والبلازما، مما يؤدي إلى تجمع السائل داخل الأنسجة، فيزيد حجم الطرف وتتليف الأنسجة ويحدث مضاعفات عصبية وزيادة في معدل العدوى بالإلتهابات والإنتانات، إذا لم يتم تشخيصها ومعالجتها في مراحلها الأولى علماً بأن ظهور هذه الحالة تكون بعد العلاج مباشرة أو قد تتأخر

سنوات عديدة

 

الأسباب
 

:تنقسم إلى سببين رئيسيين هما
أسباب أولية 
نتيجة أسباب خلقية ووراثية  وهي ليست موضوع هذه المقالة
أسباب ثانوية
نتيجة جراحة أو أشعة أو إصابة أو التهابات أو ضغط على الجهاز الليمفاوي من السرطان نفسه. ويعتبر علاج سرطان الثدي بالجراحة أو الأشعة العلاجية أو كلاهما من أهم الأسباب المعروفة لهذا النوع من تجمع السائل الليمفاوي .

 

درجة الشدة


هناك أكثر من طريقة لتحديد شدة المرض، ولكن بصفة عامة تنقسم إلى ثلاث درجات وهي
الدرجة صفر:
ويكون هناك فقط شعور المريضة بثقل في الذراع، ولكن لا يوجد فرقاً واضحاً في الحجم، وهذه المرحلة أفضل وقت لتطبيق إجراءات الوقاية 
الدرجة الأولى :
وهي الدرجة التي يعطي فيها العلاج نتائج جيدة حيث أن التورم بسيط والأنسجة رخوة ولا يوجد تليف في الأنسجة، وتتميز بأن رفع الذاع إلى الأعلى لمدة طويلة يؤدي إلى اختفاء التورم كاملاً بصورة مؤقتة 
الدرجة الثانية:
وهي الدرجة التي لا يمكن أن تؤدي إلى اختفاء التورم حيث يكون هناك تليفاً في الأنسجة. وفي هذه الدرجة يكون الطرف معرضاً للإصابة والعدوى بالإلتهابات الجرثومية والمضاعفات بشكل كبير، وإن كان العلاج ما يزال قادراً على تحسين الوضع وتقليل المضاعفات

 

العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث تجمع السائل
 

الجراحة التي تشمل منطقة الإبط لاستئصال الغدد الليمفاوية.
الأشعة العلاجية لمنطقة الإبط 
الوزن الزائد للمريضة والسمنة
العمر : حيث وجد أن المريضات من الأعمار الأقل من 60عاماً معرضات للإصابة بدرجة أكبر من المريضات الأكبرمن 60 عاماً .
التهاب الجرح وتأخر الشفاء .
المجهود العضلي : مع أن المجهود العضلي الشديد الذي يصل إلى حد إرهاق العضلات يعتبر من أسباب زيادة الإصابة، إلا أن دراسات عديدة أثبتت أن التمارين الرياضية العلاجية الخفيفة والمتدرجة الشدة هي من أسباب الوقاية من الإصابة .

 

 

التشخيص والتقييم

تشخص الحالة بسهولة عن طريق شعور المريضة بثقل في الذراع وزيادة في الحجم ويمكن تقييم درجة زيادة الحجم بعدة طرق بأخذ قياسات للطرفين العلويين على نقاط محددة حيث تعتبر الحالة صحيحة إذا كان فرق الحجم أكثر من 2سم أو أكثر من10% من محيط الذراع عند نقطة القياس مقارنة مع الطرف السليم . ولكن من المهم جداً أن يتم التأكد من عدم وجود أسباب أخرى لزيادة الحجم مثل جلطات الأوية الدموية أو الإلتهابات الجرثومية أو عودة الإصابة بالسرطان .

 

العلاج

أفضل علاج في هذه الحالة هو الوقاية، وأفضل الوقاية هوالذي بيدأ قبل العملية الجراحية حيث من المهم تثقيف المريض عن هذه المضاعفات المحتملة وطرق

التعامل معها قبل حدوثها ومبكراً عند حدوثها . ان الذراع معرضة للإصابة بالعدوى بدرجة عالية، فمن المهم جداً أخذ الاحتياطات اللازمة للتقليل من هذه الاحتمالية، وذلك بعدم ارتداء أي ملابس ضيقة أو لبس المجوهرات والساعة في الطرف المصاب. وعدم التعرض للحرارة أو البرودة الشديدة، ولبس القفازات الواقية عند استعمال اليد ، ووضع الكريمات الواقية من الشمس ولسع الحشرات والمرطبة للجلد. وكذلك التنبيه على الطاقم الطبي والتمريضي بعدم أخذ عينات الدم أوقياس الضغط من الطرف المصاب 
كذلك هناك احتياط إضافي خاض، وهو أنه عند السفر بالطائرة يجب لبس المشد الواقي وذلك لأن اختلاف الضغط الجوي داخل كابينة الطائرة قد يسبب ظهور التورم أو زيادته . كذلك من طرق الوقاية الناجحة ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة المتدرجة .
أما العلاج عند حدوث هذه المضاعفة فيكون بمراجعة اختصاصي له دراية جيدة في مثل هذه الحالات له خبرة في التعامل مع هذه الحالات لكون العلاج له خصوصية

وينقسم العلاج إلى مرحلتين :
مرحلة العلاج المكثف : وتستمر من أسبوعين إلى أربعة أسابيع حيث يفضل أن تكون الجلسات يومية وتتكون من أربعة إجراءات علاجية وتسمى ( العلاج المتكامل ) وهي :
العناية بالجلد والأظافر .
المساج الليمفاوي اليدوي .
الأربطة وأجهزة الشفط والضغط .
التمارين العلاجية المتخصصة .
ولعمل هذا العلاج تحتاج المعالجة الطبيعية أن تكون قد تدربت تدريباً خاصاً على هذا النوع من العلاج، وتحت إشراف فريق طبي قادر على الإشراف وتحديد الحالات التي تنطبق عليها شروط العلاج . وهذه الطريقة قادرة على تقليل حجم التورم بنسبة تصل إلى 60% .

مرحلة المحافظة على التحسن :
عند وصول حجم الطرف المصاب إلى درجة تحسن ثابتة تبدأ مرحلة المحافظة على التحسن، وهذا يتطلب برنامجاً يومياً من التمارين والإرشادات البيتية التي تستمر طيلة العمر، حيث من المعروف والثابت أن الإهمال في إتباع ذلك يؤدي إلى عودة التورم . ولهذا تنصح المريضة أن تحافظ على مراجعاتها الدورية مع فريقها الطبي المعالج لمراقبة حالتها والتدخل عند الحاجة.

واخيرا فان العمليات المكيروسكوبية الفائقةعن طريق زرع الغدد الليمفاوية والوصلات الوريدية الليمفاويه هي المستقبل الحالي لعلاج هذه الاعراض

في النهاية من المهم جداً أن تتفهم المريضة أهمية الوقاية من الإصابة وسرعة العلاج عند الإصابة والمثابرة في المحافظة على التحسن، لما لهذا من آثار إيجابيةعلى المستوى الجسدي والنفسي ونوعية الحياة .

bottom of page